×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

الأسئلة

**********

السؤال: قال الله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ [الإسراء: 82]؛ فهل ﴿مِنَ هنا سببيبة أو تبعيضية أو بيانية؟

الجواب: ﴿مِنَ في هذا الموضع بيانية وليست تبعيضية، فننزل القرآن ما هو شفاء ورحمة، وكل القرآن لا يخرج عن ذلك؛ فكله شفاء وكله رحمة، ليس بعضه فقط شفاء ورحمة.

السؤال: يقول الله جل وعلا: ﴿قُلۡ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدٗى وَشِفَآءٞۚ [فصلت: 44]، فهل القرآن شفاء للمؤمن والكافر؟

الجواب: القرآن الكريم شفاء من الوساوس والأسقام النفسية، وشفاء -أيتنا- من الهموم والأحزان، وشفاء للقلوب من مرض الشهوات والشبهات؛ فهو شفاء لما في الصدور كما قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَآءٞ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ [يونس: 57]، وقال تعالى: ﴿وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٖ مُّؤۡمِنِينَ [التوبة: 14]، يعني: يشفي قلوبهم مما يصيبها من الهم والحزن والوساوس، وهو أيا شفاء من الأمراض الحسية، فإذا قرى على المريض؛ فإنه يشفى بإذن الله، فهو شفاء من ناحيتين، شفاء للقلب، وشفاء للجسم، كما قال الله سبحانه وتعالى.

أما الكافر فلا ينتفع من القرآن، وليس له شفاء؛ لأنه لا يؤمن به؛ والله يحرمه منفعة القرآن بسبب كفره، نعم قد يشفى الكافر بالرقية، كما في قصة الركب من الصحابة الذين نزلوا ضيوفا، أو استضافوا بعض أحياء العرب، فلم يضيفوهم، فلدغ زعيمهم؛ فاحتاجوا إلى من يرقيه،


الشرح