السؤال: يقول الله تبارك وتعالى: ﴿لَوۡ
أَنزَلۡنَا هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ عَلَىٰ جَبَلٖ لَّرَأَيۡتَهُۥ خَٰشِعٗا
مُّتَصَدِّعٗا مِّنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحَشر: 21]، فهل إذا قرى
على المريض يكون زوال المرض عنه بالتصدع؟
الجواب: معنى الآية
الكريمة: أن هذا القرآن عظيم، وأنه لو وطبت به الحجارة لتصدعت، كما أنه جل وعلا
لما تجلى للجبل زمن موسى عليه السلام، ﴿فَلَمَّا
تَجَلَّىٰ رَبُّهُۥ لِلۡجَبَلِ جَعَلَهُۥ دَكّٗا﴾ [الأعراف: 143]،
أي: صار رملاً منهارًا من عظمته عز وجل، فكلام الله عظيم، لو خُوطِب به الجبل
الصلب لتصدع، ولكن قلب الإنسان أشد قسوة من الجبل: ﴿ثُمَّ
قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ
قَسۡوَةٗۚ﴾ [البقرة: 74]، ولا شك أن الجبال والحجارة عندها إدراك
فهي تعرف ربها سبحانه وتعالى، وتخشع له عز وجل كما قال: ﴿وَإِنَّ
مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا
يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ
خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ﴾ [البقرة: 74]، لكن هذا الإنسان إذا ابتلي بالكفر
وبالإعراض؛ يكون قلبه أقسى من الحجر.
السؤال: هل أكل النحل
للثمرات المختلفة جعل من العسل شفاء للناس؟ وهل هو شفاء مطلق؟ وكيف نتعامل مع قول
الأطباء: إنه لا يصلح لمريض السكر؟
الجواب: العسل فيه شفاء بلا شك؛ لأنَّ الله قال: ﴿فِيهِ شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ﴾ [النحل: 69] وهذا لا نشك فيه، ومن شك فيه فقد شك في القرآن العظيم، ولكن ما كلُّ داء يشفى بالعسل، فالعسل إما فيه شفاء في نفسه، والشفاء مثل سائر الأدوية إذا وافق المرض شُفي بإذن الله، وإذا لم يوافق المرض، ولم يتطابق معه لم يشف.