×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 وأما أن السبب في كوني العسل شفاء أن النحل يأكل من كل الثمرات، فنعم مثل ما ذكروا بالتجربة أن الجراد أيضًا فيه شفاء؛ لأنه يأكل من كل الشجر فيمر على الشجر الذي فيه شفاء فيأكل منه، كذلك النحل يأكل من الزهور ويمتص منها، والله جعل في هذه النباتات والزهور أدوية.

السؤال: هل يقرأ على المريض أثناء الرقية الشرعية آيات الحفظ، أو تقرأ عليه آيات الكتاب عموما؟

الجواب: سورة الفاتحة هي الرقية الأصل، وتقرأ معها السور الثلاث، سورة الإخلاص والمعوذتان، وإذا قرأ مع هذه السور شيء من القرآني مثل: ﴿وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ [الشعراء: 80]، ومثل: ﴿وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ [الأنعام: 17]، ومثل قوله جل وعلا: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ [الإسراء: 82] فحسن، فإذا قرأت الآيات التي فيها الشفاء مع السور: الفاتحة والإخلاص والمعوذتين، فذلك حري أن يشفي الله سبحانه وتعالى به المريض مع صحة الاعتقاد وحسن الظن بالله.

السؤال: في بعض المطبوعات: إن آية كذا، وآية كذا مخصصة المرض كذا وكذا، فما رأيكم؟

الجواب: لا يخصص شيء إلا بدليل، نعم الفاتحة خصصت بدليل، وسورة الإخلاص والمعوذتان بدليل، وما عداهن فيه شفاء، ولكن لا يخصص إلا بدليل، فتخصيص آية بأنها شفاء دون دليل لا يجوز، وإن كنا نعتقد أن القرآن كله شفاء، ولكن الشأن في التخصيص، وأما كتابة أن هذه الآيات وهذه السور فيها شفاء المرض كذا بدون دليل على تخصيصها؛ فمحل نظر.


الشرح