فلا تدخل من يكرهه في
بيته، إذا دعاها إلى فراشه بادرت ببذل نفسها له مهما كانت حالتها، ما لم يكن فيها
مانع شرعي، فذلك من حقه عليها، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ
الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» ([1])، ويقول صلى الله
عليه وسلم يصفها: «إن أَمَرَهَا
أَطَاعَتْهُ وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِنْ أَقْسَمَ عَليها
أبَرَّتْهُ، وَإِنْ غَابَ عَنها نَصَحَتْهُ في نَفْسِهَا وَمَالِهِ» ([2])، فهي امرأة صالحة،
قال تعالى: ﴿فَٱلصَّٰلِحَٰتُ
قَٰنِتَٰتٌ حَٰفِظَٰتٞ لِّلۡغَيۡبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُۚ﴾ [النساء: 34]، ﴿فَٱلصَّٰلِحَٰتُ﴾ أي: صالحة في
دينها، صالحة في خلقها.
﴿قَٰنِتَٰتٌ﴾، قانتة يعني مداومة
على الصلاح، فهي ليست صالحة في يوم وفي آخر سيىة، فقانتات: أي دائمات على الصلاح.
﴿حَٰفِظَٰتٞ
لِّلۡغَيۡبِ﴾، يعني: إذا غاب زوجها تحفظه في نفسها، وتحفظ ماله
أيضًا، بما حفظ الله، هذه هي المرأة الطيبة الخيرة.
فأول ما يجب لبقاء العشرة بين الزوجين قيام كل منهما بحق الآخر عليه من غير تأخير، ومن غير تكره، وتبرم، من أجل بقاء العشرة؛ ولأن هذا أمر واجب عليه شرعا، وعليها كذلك، فلا يمكن تبقى الحياة الزوجية مع الشقاق، ومع الاختلاف، فلابد من بذل كل منهما ما يجب عليه نحو الآخر، فإذا ما حصل نُشوز، والشوز في اللغة: الارتفاع، فالمكان المرتفع يقال له: نشز من الأرض، فإذا ارتفعت عليه وتبرمت من حقوقه وتكبرت عليه، أو منعت شيئًا من حقوقه فهي ناشز، والنشوز إما أن يكون منها، وإما أن يكون منه، وإما أن يكون منهما جميعًا؛
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1467).