×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

فكل هذه الأحوال الثلاثة ذكرها الله في سورة «النساء»، فقال سبحانه: ﴿ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡۚ فَٱلصَّٰلِحَٰتُ قَٰنِتَٰتٌ حَٰفِظَٰتٞ لِّلۡغَيۡبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُۚ وَٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِي ٱلۡمَضَاجِعِ وَٱضۡرِبُوهُنَّۖ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُواْ عَلَيۡهِنَّ سَبِيلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّٗا كَبِيرٗا ٣٤وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَيۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُواْ حَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن يُرِيدَآ إِصۡلَٰحٗا يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيۡنَهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرٗا ٣٥ [النساء: 34، 35]، وقال: ﴿وَإِنِ ٱمۡرَأَةٌ خَافَتۡ مِنۢ بَعۡلِهَا نُشُوزًا أَوۡ إِعۡرَاضٗا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يُصۡلِحَا بَيۡنَهُمَا صُلۡحٗاۚ وَٱلصُّلۡحُ خَيۡرٞۗ وَأُحۡضِرَتِ ٱلۡأَنفُسُ ٱلشُّحَّۚ وَإِن تُحۡسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا [النساء: 128]، فيكون النشوز بينهما على حالات:

الحالة الأولى: النشوز من الزوجة:

قال تعالى: ﴿وَٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ [النساء: 34]، إذا كان النشوز منهن، أي: امتناعهن من حقوقكم، فما هو الحل؟ ذكر الله الحل درجات، شيئًا فشيئًا:

الأولى: قال: ﴿فَعِظُوهُنَّ فأول شيء الموعظة، فيذكرها بالله، ويخوفها منه، ويبين لها عقوبة الناشز، فإذا لم تجبر الموعظة؛ فإنه ينتقل للتي تليها.

الثانية: قال: ﴿وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِي ٱلۡمَضَاجِعِ، والهجر معناه الترك، فيترك المبيت معها، زجرًا لها، وقيل: يبيت معها؛ لأن المبيت حق لها عليه، فيبيت معها ولكن يوليها ظهره في الفراش، حتى تعرف أنها مخطىة في حقه وتتوب وترجع، ﴿وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِي ٱلۡمَضَاجِعِ فليس معناه أنك تخرج من البيت وتتركها، أو تسافر وتتركها، لا؛


الشرح