بل معناه: أنك تبيت عندها
إما في فراش واحد وتوليها ظهرك، وإما أنت في فراش وهي في فراش.
الثالثة: إذا لم تجبر
الموعظة والهجر، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱضۡرِبُوهُنَّۖ﴾ فيضربها ضربا غير
مبرح يؤلمها، ولكنه لا يؤثر في جسمها من كسر أو جرح، ضرب تأديب وتقويم، فالضرب
لأجل التأديب يشرع للزوج مع زوجته، ولولي الأمر مع رعيته، وللمعلم مع طلابه،
وللوالد مع ولده، لا كما تقول التربية الغربية من تحريم الضرب.
قال: ﴿فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ﴾ بعد هذه المراحل
الثلاث، أي: تراجعت المرأة إلى الصواب، قال: ﴿فَلَا
تَبۡغُواْ عَلَيۡهِنَّ سَبِيلًاۗ﴾ [النساء: 34]، أي: لا تعتدوا عليهن، فلا تقولوا: هذه
حصل منها نشوز، بل تنسى هذه الأمور، ما دامت تابت واستقامت ﴿فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا
تَبۡغُواْ عَلَيۡهِنَّ سَبِيلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّٗا كَبِيرٗا﴾، فلا تؤنبها لما
حصل منها، ما دامت استقامت وصلحت، وانظر للمستقبل، لا لما مضى، ولا تترك أحدا
يتدخل بينكما، فأنت الذي تعظها، وأنت الذي تهجرها، وأنت الذي تضر بها.
الحالة الثانية:
النشوز من الزوج والزوجة:
أما إذا كان النشوز من الاثنين، الزوج نشز والمرأة نشزت، فتنافروا، فقد قال تعالى: ﴿وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَيۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُواْ حَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهَآ﴾ [النساء: 35]، يبعث القاضي رجلين حكيمين، يَعْلمان أحكام الزوجية وعلاج المشكلة، واحد من أهلها؛ لأنه سيؤثر عليها أكثر من غيره، وحكما من أهل الزوج؛ لأنه أعلم بحاله، ويقبل منه أكثر، فيجتمع الحكمان وينظران في المشكلة بين الزوجين ويحاولان التأليف والإصلاح بينهما ما أمكن.