×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 فلا اتفاق ولا اجتماع؛ فيكون كل حزب بما لديهم فرحون، كل ينتصر لعقيدته ورأيه، ولا يجمع المسلمين إلا عقيدة التوحيد التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله جل وعلا: ﴿وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٦٢وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٦٣ [الأنفال: 62- 63]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لقريش: «أَلاَ أدلُّكم على كلمةٍ تدينُ لكم بها العرب، وتؤدي لكم العجم الجزية؟»، قالوا: وما هي؟ قال: «قولوا: لا إله إلا الله»، قالوا: ﴿أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ [ص: 5] ([1]).

فإذا رجعنا إلى الله، وعبدناه حق عبادته، واتبعنا رسوله صلى الله عليه وسلم اجتمعت كلمتنا، وتوحدت صفوفنا، وهابنا عدونا، ولم تكن حيلة له فينا؛ لأننا تمسكنا بكتاب الله، وبسنة نبينا.

أما إذا خضعنا للدسائس والشبهات، والنزعات، والآراء، والنزغات؛ حصل الشقاق والاختلاف.

ثالثًا: كذلك مما يوحد الكلمة «النَّصيحة»، فهي طريق لوحدة الكلمة، وهي مأخوذة من النصح، وهو الخلوص من الغش والأخلاق الرديئة، يقال: هذا شيء ناصح، أي: خالص، ويكون الإنسان ناصحًا يعني خالصا، ظاهره وباطنه من الغش والخديعة، لا يكون يظهر ما لا يبطن فتلك طريقة المنافقين، الذين هم في الدرك الأسفل من النار، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3232)، وأحمد رقم (2008).