×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 على عقائدهم ولا تشوشوا عليهم بذكر العقيدة ومن المستحيل أن يجتمع الناس على غير عقيدة صحيحة مهما حاولوا، وهذا من الكذب على الناس ومن الغش للناس، فلا اجتماع إلا بعقيدتي صحيحة: وهي عقيدة: لا إله إلا الله التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي جمعت بين سلمان الفارسي، وبلال الحبشي، وبين أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وبقية الصحابة، قال تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا [آل عمران: 103]، بعد أن كانوا أعداء صاروا إخوانا؛ بهذه العقيدة: عقيدة التوحيد: ﴿وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ [آل عمران: 103].

فإذا كنا نريد وحدة الكلمة، واجتماع الكلمة؛ فلنرجع إلى الأصل الذي وحد بين العرب والعجم، وبين الأحرار والعبيد، وبين مختلف أجناس البشر، نرجع إلى هذا الذي وحدهم وهو مضمون «لا إله إلا الله»؛ قولا وعملاً واعتقادًا.

ومن النصيحة لله فعل أوامره، واجتناب نواهيه، والحكم بشريعته فيما اختلفنا فيه، ﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّي عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ [الشورى: 10].

وأصل النصيحة لله سبحانه وتعالى الإيمان به، أما من يقول: آمنت بالله وليس هو بمؤمن حقيقة فإنما هو غاش قال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩ [البقرة: 8- 9]، فهو ليس ناصحًا بل غاش ومخادع.


الشرح