قال تعالى: ﴿كِتَٰبٌ
أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ
أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [ص: 29]، ﴿أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ
فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا﴾ [النساء: 82]، ﴿أَفَلَمۡ
يَدَّبَّرُواْ ٱلۡقَوۡلَ﴾ [المؤمنون: 68]، ﴿أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ﴾ [محمد: 24].
لابد من تدبر القرآن
مع تلاوته، وهذه وسائل، والغاية أن تعمل به، فتعلمه، وتلاوته، وتدبره، وسيلة إلى
العمل به، لأنك لن تعمل بالقرآن على الوجه المطلوب إلا بهذه المقدمات، فتعمل
بالقرآن، ولا تكتفي بمجرد أنك تحفظه، ولا تكتفي بأنك تعرف تفسيره، فلابد أن تعمل
به، وتخلص لله العمل، وذلك من النصيحة لكتاب الله عز وجل.
والنصيحة للرسول صلى
الله عليه وسلم: هي الشهادة له بالرسالة عن يقين أنه رسول الله، وأن الله أرسله إلى
الثقلين: الجن والإنس، وأن رسالته باقية إلى أن تقوم الساعة، وأنه صلى الله عليه
وسلم خاتم النبيين لا نبي بعده، وأن رسالته ليست إلى العرب خاصة، وإما هي عامة: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا
رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]؛ فهو رسول البشرية صلى الله عليه وسلم
جمعاء.
ورسالته باقية إلى أن تقوم الساعة، لا يأتي بعده نبي، وإذا نزل المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان؛ فإنه يكون تابعا للرسول صلى الله عليه وسلم، وعاملا بشريعته، ومجدد لها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا نبي بعده، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي» ([1])، فلا يكون عند الإنسان شكوك في رسالة هذا النبي صلى الله عليه وسلم، بل يكون مؤمنًا بها، عارفا لمعناها وما يتطلبه الإيمان برسالته صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (15109).