ومن النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم: اتباعه، أما أنك
تؤمن به ولا تتبعه؛ فذلك لا يكون إيمانا به: ﴿فَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ
أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الأعراف: 157]،
فمن يؤمن أنه صلى الله عليه وسلم رسول الله لكن لا يتبعه؛ فهذا ليس ناصحًا له صلى
الله عليه وسلم قال تعالى:
﴿مَّن
يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ
عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا﴾ [النساء: 80]، وقال: ﴿إِنۡ
عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ﴾ [الشورى: 48]، فالرسول عليه البلاغ، والحساب عند الله
جل وعلا: ﴿فَإِنَّمَا
عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ وَعَلَيۡنَا ٱلۡحِسَابُ﴾ [الرعد: 40].
ومن النصيحة لرسول
الله: أنه بشر معصوم فيما يبلغه عن الله فلا نغلوا في حقه ونرفعه من درجة
البشرية والرسائل إلى مرتبة الربوبية والإلهية، فندعوه من دون الله ونستغيث به،
قال صلى الله عليه وسلم: «إنه لا يستغاث
بي، إنما يستغاث بالله».
فتؤمن بأن الرسول صلى
الله عليه وسلم بلغ البلاغ المبين، وأقام الحجة على العالمين، وأنه لم يكتم شيئًا
مما أنزل الله عليه، بل بلغه أتم البلاغ لناس، فذلك من النصيحة لرسول الله صلى
الله عليه وسلم.
كذلك من النصيحة له: محبته صلى الله عليه وسلم أكثر من محبتك لنفسك، ووالدك، وأولادك، والناس أجمعين، وأن تقدم قوله على قول كل أحد، لا قول لأحد مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالقول قول الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا قول لأحد إلا من وافق قوله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما أن نقول المسألة فيها خلاف! والدين واسع! وخذوا بأي قول من أقوال العلماء!؛ كما ينادي به بعض الجهال أو الضلال هذا من اتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله، كحالة اليهود والنصارى، لكن العلماء يجتهدون ويصيبون