×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

الأسئلة

**********

السؤال: سماحة الشيخ، طالعنا فتواكم -جزاكم الله خيرًا- التي نشرت بالأمس حول خطورة الإنكار العلني على الولاة، وما يترتب على ذلك من مفاسد، ولكن هناك من يقول: إن هذا من النصيحة، ومن لوازم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فما ردكم بارك الله فيكم؟

الجواب: هذا ليس من النصيحة، هذا من الفضيحة، وقد بينا أن الإنكار عليهم أمام الناس وذكر معايبهم ومخالفتهم ليس من النصيحة، لأن النصيحة المأمور بها توصل ما بين الناصح وبين المنصوح، أما إظهارها على الناس فهذا خطأ، فالذي يقول مثل ذلك إما: أنه صاحب هوى، وإما جاهل لا يعرف معنى النصيحة، لأن إنكار المنكر يكون بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن: باليد إن استطاع، وباللسان إن لم يستطع باليد، وبالقلب إن عجز تماما، وقد يكون إنكار المنكر منكرا في حد ذاته، إذا كان يلزم عليه حصول منكر أشد فهذا منكر في نفسه وليس هو من إنكار المنكر، والعلماء قسموا الإنكار إلى ثلاثة أقسام:

الأول: إنكار يتحصل معه زوال المنكر وهو المطلوب.

الثاني: إنكار يتحصل منه منكر آخر مثل المنكر الذي أنكرته، فهذا أيا لا يصلح، لأنه عديم الفائدة.

والثالث: أن يخلفه منكر أشد، وهذا فساد لا يجوز أبدًا، فالإنكار على الولاة علانية ينتج عنه منكر أشد؛ ينتج عنه فوضى، وتخريب، وتفكك للمجتمع، وتفرق لجماعة المسلمين، فهذه منكرات أشد،


الشرح