وقد قال الله جل وعلا
لموسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون الذي قال: ﴿فَقَالَ
أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾ [النازعات: 24]، قال تعالى لموسى وهارون: ﴿فَأۡتِيَاهُ فَقُولَآ
إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ﴾ [طه: 47]، ولم يقل قفا بالشوارع أو على المنابر أو في
مجامع الناس وقولا: فرعون فعل كذا وكذا، لم يقل الله لهما هذا، بل قال: ﴿فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا
لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ﴾ [طه: 44]، ﴿فَقُولَا لَهُۥ﴾ مشافهة هكذا
التوجيه الإلهي مع أشد الناس كفرا وعتوا.
والطريقة الشرعية
هي: إيصال النصيحة إلى الوالي مباشرة، جاء رجل إلى أحد الخلفاء وقال: إني واعظك
ومغلظ عليك، يستأذنه، قال: لا، ولا كرامة، فالله جل وعلا قال لأفضل منك مع من هو
أسوأ مني حين قال لموسى وهارون في شأن فرعون: ﴿فَقُولَا
لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ﴾ [طه: 44]، وقد رسم
الله سبحانه لنا طريق الدعوة فقال: ﴿ٱدۡعُ
إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم
بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾ [النحل: 125]، فما من أحد يخلو من مساوئ وملاحظات، غير
أنك إذا جعلت تذكر مساوى الحاكم المسلم أو غيره لدى الناس، وربما عند أعداء الحاكم
وأعداء المسلمين الذين يفرحون بتفريق المسلمين، فيحصل شق عصا الطاعة وتفريق وحدة
المسلمين، وبهذا يحصل مفاسد كثيرة لا قبل لك بها، فلا يجوز هذا أبدًا، وليس هذا من
النصيحة ولا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
السؤال: هل البراءة من
الكفار تقتصر على الكفار الأصليين كاليهود والنصارى أم تشمل من ينتسب إلى الإسلام
نفاقًا كالرافضة وغيرهم؟
الجواب: العلماء ذكروا أن هذا يشمل الكفار الأصليين والمرتدين، بل المرتدين أشد، فالبراءة من المرتدين أشد من البراءة من الكفار الأصليين؛ لأن المرتدين أخطر على الإسلام والمسلم من الكفار الأصليين.