وليس الجهاد مقصورًا على
السلاح، بل يكون الجهاد باللسان، ويكون بالحجة، ويكون بالرد على شبهات هؤلاء لئلا
يضللوا المسلمين ويجرؤوا الكفار، ووظيفة العلماء أن يقوموا بهذا الأمر، فالجهاد
مطلوب في كل وقت، وفي كل حالة، وهو درجات، ومنه: جهاد المنافقين، حيث إن هؤلاء وجب
جهادهم بالحجة واللسان حتى ينقمعوا وتبطل شبهاتهم، ويفتضح أمرهم ويتبين أنهم ليسوا
مسلمين على الحقيقة ولا يقتصر وجود المنافقين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل
يوجدون في كل زمان ومكان إذا قوي الإسلام وقد يتسمون -أو يسمون- بغير المنافقين
كالزنادقة والليبراليين والعلمانيين والشيعة والمتنورين والأسماء لا تغير الحقائق
فهم يتسمون بالإسلام تسترا على ما هم عليه من هذه المبادئ الضالة.
السؤال: لقد صح عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لاَ
هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ» ([1])، فهل معنى الحديث
أن الهجرة قد انتهت، وماذا علي إذا كنت من دولة أجنبية ولا يتيسر لي أن أهاجر إلى
بلد آخر، عملا بالأنظمة الحالية؟
الجواب: الهجرة باقية إلى أن تقوم الساعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ وَلاَ تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا» ([2]) فالهجرة باقية ما بقي الإسلام والكفر ولكن تجب مع الاستطاعة، والقدرة، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ»،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2783)، ومسلم رقم (1353).