أما إذا كان الحاكم غير مسلم،
وكان بالمسلمين قدرة على إزالته واستبداله بأحسن منه فإنهم يفعلون ذلك، ويكون ذلك
بالجهاد تحت راية إسلامية، لا بالفوضى والمظاهرات والتخريب وسفك الدماء، مما يسمى
بالثورات والفوضى التي ليس لها قيادة رشيدة.
أما إذا كانوا لا
يقدرون على ذلك إلا بشر وفتن وسفك دماء وضياع للبلد؛ فلا يجوز هذا، لأنه لا يجوز
دفع الضرر بما هو أشد منه.
السؤال: بعض إخواننا من
الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر يبذلون النصيحة بالغلظة مما يجعل الناس تنفر
منهم، فما نصيحتكم؟
الجواب: أولا: ما هي الغلظة؟ فبعض الناس يرى في كل إنكار ونصيحة غلظة، لو قلت له: أنت مخطى أو هذا خطأ أو هذه معصية، يقول: أنت متشدد وهذه غلظة !، في حين أن ما قلته ليس من الغلظة في شيء، فالغلظة تختلف باختلاف الناس، والغلظة لا تجوز ما دام أنه يكفي عنها الرفق، أما إذا لم يكف عنها الرفق، فلابد منها. قال تعالي: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ﴾ [التوبة: 73]، وقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡيَجِدُواْ فِيكُمۡ غِلۡظَةٗۚ﴾ [التوبة: 123]، وقال: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [المائدة: 54]، فالغلظة في محلها مشروعة، أما إذا كانت في غير محلها ويمكن استعمال الرفق بدلها؛ فلا تجوز الغلظة، قال تعالى: ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾ [النحل: 125].