×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

6- ويقام حد المسكر؛ حفظًا للعقول التي وهبها الله لبني آدم.

ويقام حد الحرابة حفظا للسبل ويقاتل البغاة حفظًا للجماعة. فإذا أقيمت هذه الحدود أمن المجتمع على عقيدته، وعلى دمه، وعلى عرضه، وعلى نسبه وأخلاقه، وعلى ماله، وعقله، وعلى سبل النقل وعلى الجماعة، فيتكامل الأمن.

هذا ما تتضمنه عقيدة التوحيد، وأحكام الشريعة إذا أقيمت، بذلك يتوفر الأمن للبشر، فإذا فقدت الحدود ولم تقم وعطلت؛ فقد الأمن بالكلية، وإذا عطل شيء منها فقد شيء من الأم بحسبه، ولا تكفي عن الحدود أي عقوبة يضعها البشر مهما اشتدت وغلظت.

ثالثًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام أمان المجتمع من العقوبات والهلاك، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ ٤١ [الحج: 40- 41].

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمان للمجتمع من الهلاك، فإذا ضيع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حق العذاب على هذا المجتمع وآذن بالزوال، كما حصل لبني إسرائيل لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: ﴿لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ ٧٨كَانُواْ لَا يَتَنَاهَوۡنَ عَن مُّنكَرٖ فَعَلُوهُۚ لَبِئۡسَ مَا


الشرح