×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

كَانُواْ يَفۡعَلُونَ ٧٩ [المائدة: 78، 79].

وقال: ﴿لَوۡلَا يَنۡهَىٰهُمُ ٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ عَن قَوۡلِهِمُ ٱلۡإِثۡمَ وَأَكۡلِهِمُ ٱلسُّحۡتَۚ لَبِئۡسَ مَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ [المائدة: 63]، فلا بد من قيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع حتى يتحقق الأمن، وإلا فهو معرض للهلاك في أي لحظة: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦٓ أَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ وَأَخَذۡنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابِۢ بَ‍ِٔيسِۢ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ [الأعراف: 165].

رابعًا: إقامة حد الحرابة:

وكذلك الأمن في الطرقات والأسفار بأن تؤمن الطرق، وذلك بإقامة حد الحرابة، على الذين يقطعون السبيل، ويتعرضون للمسافرين، ويتعرضون للبضائع والمتاجرات بين البلدان، فينهبونها ويقتلون الناس، هؤلاء يقام عليهم حد الحرابة حتى تأمن السبل، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ، فلا يتركون في بلاد المسلمين، بل يطردون حتى تأمن السبل، ﴿إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَٰلِكَ لَهُمۡ خِزۡيٞ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٣٣إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبۡلِ أَن تَقۡدِرُواْ عَلَيۡهِمۡۖ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣٤ [المائدة: 33، 34]، فيتوبون ويلقون السلاح، ويتراجعون قبل أن يقبض عليهم من قبل السلطة، أما إذا قبضت عليهم السلطة؛ فإنه لا ينظر إلى توبتهم، بل يقام عليهم الحد، ويبقى قبول التوبة فيما بينهم وبين الله عز وجل، ولكن لا يسقط عنهم الحد في الدنيا بعد القبض عليهم، هذا لأجل الأمن في الطرق والسبل.


الشرح