فالعبادة المخلوطة بالشرك باطلة، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ أُوحِيَ
إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ
وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٦٥بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ
٦٦﴾ [الزُّمَر: 65، 66]، وهذا خطاب للرسول صلى الله عليه
وسلم، وهو خطاب لأمته، فلو أشرك الرسول صلى الله عليه وسلم -وحاشاه أن يفعل- لحبط
عمله، فكيف بغيره؟!.
فالذين يخلطون بين
عبادة الله وعبادة الأولياء والصالحين والقبور والأموات؛ لهؤلاء ليسوا على شيء،
وهم مشر كون وإذا ماتوا على ذلك فهم مخلدون في النار، حتى وإن أتعبوا أنفسهم في
هذه الدنيا بالعبادات والطاعات، ثم خالطوها بالشرك، فإنها تذهب، فتكون هباء
منثورا؛ قال تعالي: ﴿وَقَدِمۡنَآ
إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا﴾ [الفرقان: 23]،:
دخان.
وقال تعالى: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ﴾، أي إن أعمالهم مثل الرماد الذي يطير مع الريح، فيتناثر حتى كأن لم يكن موجودًا، ﴿فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلۡبَعِيدُ﴾ [إبراهيم: 18]، دل على أن لهم أعمالا، لكنها كرماد؛ لأنها فيها شرك، وليست خالصة لله سبحانه وتعالى، والله جل وعلا يقول في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشُّرَكاءِ عَنِ الشَّركِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فيهِ مَعِي غَيْري، تركتُهُ وشِرْكَهُ» ([1])، وفي رواية: «فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وهو لِلَّذيِ أَشْرَكَ» ([2]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2985).