×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

«والكيف مجهول والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا رجل سوء» فأمر به فأخرج من المسجد.

فلا يجوز السؤال عن كيفية أسماء الله وصفاته، وإنما يسأل عن معناها، ما معنى «الرحمن»؟ ما معنى «الرحيم»؟ ما معنى «استوى على العرش»؛ لأن المعنى معروف، وأما الكيفية فلا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.

السؤال: هل يُنسب الشر لله تعالى؟ وهل يقع في أفعاله شر؟

الجواب: الله جل وعلا خلق الخير والشر؛ لكنه سبحانه خلق الشر الحكمة، فليس هو بالنسبة إليه شرًّا، إنما هو شر بالنسبة للمخلوقين فقط؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والشرُّ ليسَ إليكَ» ([1])، فالله جل وعلا خلق الشر، ولكنه خلقه لحكمة منه سبحانه ابتلاءً وامتحانًا. السؤال: بعض جيران المسجد لا يصلون في المسجد، مع أنهم يسمعون الأذان، ما هو الواجب علينا؟ وبماذا تنصحوننا؟

الجواب: واجب عليهم أن يتقوا الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ اتِّبَاعِهِ عُذْرٌ»، وفي آخر قال: «مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ اتِّبَاعِهِ عُذْرٌ». قالوا: وما العذر؟ قال: «خَوْفٌ أو مَرَضٌ، لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلاَةُ الَّتِي صَلَّى» ([2])، فلا يسوغ للإنسان أن يترك الصلاة في المسجد مع الجماعة، وهو قريب به يسمع الأذان، فهذا ينصح، إن قبل النصيحة فالحمد لله، وإلا فإنه ينكر عليه، ويُرفع بشأنه إلى مراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لحضره وتلزمه بحضور الصلاة.


الشرح

([1]أخرجه: مسلم رقم (771).

([2]أخرجه: أبو داود رقم (551)، والدارقطني رقم (1557)، والحاكم رقم (896).