×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 فإبليس هو الذي لام القدر لما لعنه الله، قال: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِيَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ [الحِجر: 39]، وقال: ﴿قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ [الأعراف: 16]، فهو جبري؛ نظر إلى القدر فقال: ﴿أَغۡوَيۡتَنِي ولم ينظر إلى فعله فيقول: «غويت» ويستغفر، بخلاف آدم وزوجه فإنهما قالا: ﴿رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا [الأعراف: 23].

فالجبرية هم الذين يقولون: نحن مسيرون ولسنا مخيرون، أما أهل السنة والجماعة فيقولون: نحن مسيرون ومخيرون، مسيرون من جهة القضاء والقدر، ومخيرون من جهة العمل الذي نقدر عليه.

فأنت تصلي وتصوم وتحج وتعتمر وتتصدق باختيارك، فتعمل الأعمال أو تتركها باختيارك، وتعصي باختيارك، فعليك حينئذ أن تلوم نفسك، وقد سيل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك لما أخبر وقال صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار»، فقلنا: يا رسول الله أفلا نتكل، قال: «لا، اعملوا فكل ميس لما خلق الله له» ثم قرأ ﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ٥وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ ٧وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ ٨وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ ١٠ [الليل: 5- 10]، فأنت تعمل السبب والتوفيق من الله سبحانه وتعالى.

السؤال: خرج في الآونة الأخيرة من يمنع تصنيف الناس مطلقًا بحجة أن الجميع مسلمون، فما قول فضيلتكم وما الضابط في ذلك؟

الجواب: هذا ليس على إطلاقه، فالمخالف قد يكون كافرًا وليس مسلما، وقد يكون ضالا وفاسقا وقد يكون عاصيًا، فالناس مختلفون في أفعالهم، منهم: الكافر، والمنافق، والفاسق، والضال، والعاصي،


الشرح