×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

والمؤمن المطيع المستقيم، فلابد من تنزيل الناس منازلهم، فلا ينزل العاصي منزلة المطيع، ولا ينزل الى منزلة العاصي، قال الله جل وعلا: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [الجاثية: 21]، وقال تعالى: ﴿أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٥مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ٣٦  [القَلَم: 35-36]، وقال تعالى: ﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ [ص: 28]، الله هو الذي فرق بين هؤلاء وهؤلاء؛ بالأعمال التي يعملونها والاعتقادات التي يعتقدونها، وكما ورد في الحديث تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كل فرقة لها منهج ولها طريق يختلف عن الآخر؛ إلا من ثبت على الكتاب والسنة والجماعة فإن طريقهم واحد ولا يختلف.

أما القول بعدم التفريق بين الناس وتصنيفهم؛ فهذا قول خاطئ وضلال، فالله هو الذي فرق بينهم، وقد ذكر الله ورسوله في الكتاب والسنة الكفار، والمنافقين، والمؤمنين، والعصاة، والفاسقين، فالله صنف الناس، فقال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ فَمِنكُمۡ كَافِرٞ وَمِنكُم مُّؤۡمِنٞۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ  [التّغَابُن: 2]، فهل نعارض ما أنزل الله في كتابه ونقول: ليس هناك تفريق بين المنتسبين إلى الإسلام؟! هذه محادة لله ولرسوله.


الشرح