قال: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا
فَسَدَ النَّاسُ» ([1]). وفي رواية: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ ما أَفْسَدَ
النَّاسُ» ([2]). فهؤلاء هم الغرباء
بين الناس، وثباتهم على المنهج يحتاج إلى صبر وروية، ويحتاج إلى احتساب، فقليل من
يثبت على ذلك إلا من وفقه الله، ولهذا المنهج معالم، أي علامات يعرف بها ويعرف بها
أهله.
معالم منهج أهل
السنة والجماعة:
1- الاهتمام بعقيدة
التوحيد:
أول هذه المعالم أن
أهل هذا المنهج يهتمون بالتوحيد، وبالعقيدة السليمة، يتعلمونها ويعلمونها،
ويتمسكون بها ويدعون إليها، وهي المعلم الأول لمنهج أهل السنة والجماعة، الاهتمام
بعقيدة التوحيد، تعلمًا وعملاً، وتعليمًا ودعوة، وهو منهج الرسل جميعًا.
فكل رسول يرسله الله
إلى أمة، يبادر بإصلاح العقيدة فيقول: ﴿يَٰقَوۡمِ
ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ﴾ [الأعراف: 65].
ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذًا إلى اليمن قال له: «إنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ الله افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ» ([3])، فبدأ صلى الله عليه وسلم بالتوحيد قبل أن يأمر بالصلاة والزكاة.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (16690)، والطبراني في الصغير رقم (290).