هذا منهج السلف، وهو الذي عليه جميع الأنبياء، وخاتمهم محمد صلى الله عليه
وسلم، وهو البداءة بإصلاح العقيدة، والدعوة إليها، والثبات عليها، ومعرفة ما
يضادها ويفسدها من أنواع الشرك بالله عز وجل، ومعرفة ما ينقصها من المعاصي والبدع
والمحدثات.
والتوحيد كما هو
معلوم هو: إفراد الله جل وعلا بالعبادة، وترك عبادة ما سواه والبراءة منها ومن
أهلها، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ
بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36]، وقال
تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ
وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ [النساء: 36]، وقال تعالى: ﴿وَقَضَىٰ
رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: 23].
وقال الخليل عليه السلام لأبيه وقومه: ﴿وَإِذۡ قَالَ
إِبۡرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦٓ إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ ٢٦إِلَّا
ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُۥ سَيَهۡدِينِ ٢٧﴾ [الزُّخرُف: 26،
27]، وقال هو والذين معه: ﴿قَدۡ
كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [المُمتَحنَة: 4].
وللتوحيد أقسام
ثلاثة:
الأول: توحيد
الربوبية: وهو إفراد الله تعالى بأفعاله، كالخلق والرزق والإحياء والإماتة
والتدبير.
الثاني: توحيد
الألوهية: وهو إفراد الله تعالى بأفعال العباد التي شرعها الله لهم أن يتقربوا بها
إليه، فلا يشركون بالا شيئًا في عبادته، كما أنه ليس له شريك في ربوبيته.
الثالث: توحيد الأسماء والصفات: ومعناه إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تشبيه ولا تمثيل.