وهذه الأقسام الثلاثة دل
عليها القرآن الكريم في مواضع كثيرة؛ منها قوله: ﴿رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا فَٱعۡبُدۡهُ وَٱصۡطَبِرۡ لِعِبَٰدَتِهِۦۚ هَلۡ
تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا﴾ [مريم: 65]، فقوله: ﴿رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِ﴾ فيه توحيد الربوبية، وقوله: ﴿فَٱعۡبُدۡهُ﴾ فيه توحيد
الألوهية، وقوله: ﴿هَلۡ تَعۡلَمُ
لَهُۥ سَمِيّٗا﴾ توحيد الأسماء والصفات، فهذه آية واحدة جمعت أنواع
التوحيد الثلاثة.
هذا هو منهج أهل
السنة والجماعة في التوحيد، والفرق بين بينهم وبين الفرق المنحرفة في العقيدة؛ من
مشرك بالله يقول: لا إله إلا الله، ولكنه يعبد غير الله، فهو يقر بالتوحيد بلسانه،
ولكنه يناقضه بأقواله وأفعاله الشر كية، ومن محرف لأسمائه وصفاته ومعطل لها، ومؤول
لها، ومن مشبه لأسماء الله وصفاته بأسماء المخلوقين وصفات المخلوقين.
فهم من حيث منهجهم
في العقيدة وسط بين المعطلة والممثلة على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،
إثباتًا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل.
2- اتباع الرسول صلى
الله عليه وسلم وترك البدع والمحرمات:
ومن معالم منهج أهل السنة والجماعة أيا الإيمان بالرسول عليه الصلاة والسلام ومحبته أكثر من محبة النفس، والوالدين، والولد والناس أجمعين، واتباعه صلى الله عليه وسلم دون ما سواه باتباع سنته عليه الصلاة والسلام وترك البدع والمحدثات والخرافات؛ عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» ([1])، وبقوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةُ» ([2]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).