وقوله: ﴿وَٱبۡتِغَآءَ
تَأۡوِيلِهِۦۖ﴾ [آل عمران: 7]: أي: ابتغاء تفسيره، وهم لا يعرفون
تفسيره، حيث لا يردونه إلى المحكم، فيقتضي ذلك أنهم يفسرونه بغير تفسيره؛ ولذلك
وقعوا فيما وقعوا فيه وقيل: ﴿وَٱبۡتِغَآءَ
تَأۡوِيلِهِۦۖ﴾أي: أنهم يريدون معرفة حقيقة ما أخبر عنه الله ورسوله
مما يكون في الدار الآخرة من الجنة والنار والنعيم والعذاب، والمأكل والمشرب،
وكيفية أسماء الله وصفاته، وهذه لا يعلمها إلا الله عز وجل، وقد أخبرنا الله بها،
لنؤمن بها، ونكل حقيقتها إلى الله تعالى.
وقد تكون لم يحن وقتها،
كما قال تعالى: ﴿هَلۡ يَنظُرُونَ
إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن
قَبۡلُ قَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ
فَيَشۡفَعُواْ لَنَآ أَوۡ نُرَدُّ فَنَعۡمَلَ غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ
قَدۡ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ﴾ [الأعراف: 53]،
ولكن هيهات فات الأوان، لما شاهدوا التأويل وهو المآل والعاقبة التي تفسر هذه
النصوص عند وقوعها، عرفوا أنهم مخطئون في تفسيرهم الأول؛ لأنهم لم يسيروا على
الطريق الصحيح في ذلك.
ثم قال جل وعلا: ﴿وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ
إِلَّا ٱللَّهُۗ﴾ [آل عمران: 7]، أي: ما يكون في المستقبل من هذه الأمور
التي أخبر الله عنها؛ ولا يعلم ما تؤول إليه في المستقبل ولا يعلم حقائقها إلا
الله جل وعلا، لأنها من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله.
وكذلك الأسماء
والصفات لله عز وجل، حقائقها وكيفياتها لا يعلمها إلا الله، أما معناها فهو ظاهر،
فهم اقتحموا هذا كله فتجاوزوا معناها إلى كيفيتها من غير أصول يعتمدون عليها، ومن
غير طريق صحيح، واخترقوا القواعد، والأصول وحصل منهم ما حصل،