×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

لا يحتاج أن تفسره بغيره، فتعرف لفظ الكافر، ولفظ المشرك، ولفظ المنافق، ولفظ المؤمن، ولفظ المسلم من لفظه، ولا تحتاج في ذلك إلى أن ترده إلى غيره، وكذلك الربا، والزنى، والميسر، والمحرمات، والميتة، والخمر؛ كلها واضحة تمام الوضوح، فيتضح معناه من لفظه ولا يحتاج إلى بحث.

والمتشابه من القرآن هو الذي لا يظهر معناه من لفظه، بل لا بد أن نرجعه إلى ما يفسره ويوضحه من الأدلة الاخرى، فمثلاً المجملات من الألفاظ لا تؤخذ على إجمالها بل لا بد أن يأتي ما يفسرها، والعام من النصوص لا بد أن يأتي ما يخصصه، وكذلك الناسخ والمنسوخ، حيث إن هناك آيات بقي لفظها يُتلى لكن حكمها منسوخ، فلابد أن نأخذ بالناسخ ونترك المنسوخ.

فالمتشابه يحتاج إلى أن ترده إلى المُحكم من النصوص؛ من الآيات والأحاديث التي توضحه، وتبين مجمله، وتُخصص عمومه وتقيد مطلقه، وتبين ناسخه ومنسوخه.

موقف الناس من المحكم والمتشابه:

الناس لهم موقفان مختلفان:

فأهل الزيغ والضلال يأخذون المتشابه، ويتركون الحكم، يأخذون المتشابه من الألفاظ، من العموميات، والمطلقات، ويأخذون المنسوخ، ويقولون: نحن نعمل بالقرآن!، فيضلون بهذا؛ لأن الله أمر أن يرد المتشابه إلى المحكم، فلا يجوز أخذ المتشابه دون رده إلى النصوص المحكمة التي تبينه وتفسره، فأهل الضلال أخذوا بالمتشابه ولم يردوه إلى المحكم؛ مثل الخوارج أخذوا نصوص الوعيد،


الشرح