كذلك ما يعترضه في أمور المعاملات، والتي -كمان نرى اليوم- قد جدَّت فيها
أمور مشكلة ومتداخلة، فلابد من توضيح الحلال والحرام والمشتبه منها، ليكون الطالب
على بصيرة لما يأتي ويذر من هذه المعاملات، ولا يبقى الأمر ملتبسًا عليه، أي أنه
يذهب مع الإباحيين والمنحلين الذين لا يبالون بالحلال والحرام.
وكذلك في الأخلاق
والسلوك، فقد يعترض الإنسان أشياء في أخلاقه وسلوكه بما يراه في الساحة من الانحرافات،
ومن إعلام منحرف: مرئي أو مسموع أو مقروء، فيحتاج إلى من ينبهه إلى أن يأخذ النافع
السليم، ويترك الضار المنحرف من هذه الأمور.
السؤال: هل من نصيحة
توجهونها للمعلمين بأن يكونوا قدوة صالحة لتلاميذهم، خاصة أن بعض المعلمين -هداهم
الله- يتساهل في مسائل كثيرة من المعاصي مثل شرب الدخان والموسيقى وغير ذلك، فما
توجيهكم لذلك؟
الجواب: أولا: أوصي
القائمين على تعيين أو اختيار المدرسين أن يختاروا للتدريس من تتأدى به الأمانة؛
لأن الوظائف أمانة، قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا﴾ [النساء: 58]، ق ال
أهل العلم: نزلت هذه الآية في المهام التي يتولاها الموظفون، فهي أمانات، وأمر
الله ولاة الأمور أن يسندوها إلى من يؤديها على الوجه المطلوب.
ثانيا: على المدرس أن يعلم أنه مسؤول عن كل ما يحصل لطلابه من خطأ أو انحراف أو سوء فهم، فهو مسؤول عن ذلك، حيث لم يقم بما أوجب الله عليه من البيان والتوضيح والتفقيه، وإدخال الخير إلى قلوبهم،