×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

ونزع الأفكار السيئة منها بحكمة وروية وطريقة سليمة ترسخ فيهم الخير وتبعدهم عن الشر، والمدرس هو المربي، وهو الوالد الروحي للطالب بعد والده في النسب، فالمدرس هو والده في العلم والأدب والتوجيه، فعلى المدرس مسؤولية عظيمة، وعليه أن يهتم بتفهيم الطلاب للمقررات التي بين أيديهم، بحيث لا تبقى كلمة ولا مسألة ولا باب إلا وقد وضحه وبينه لهم، واستمع لمشكلاتهم فيه وأجاب عنها، حتى يتضح تماما، فإن بقي في المقررات مسائل أو كلمات أو أبواب لم يفهمها الطلاب، أو لم يدرسوها فإنه سيكون هو المسؤول عن هذا الخلل.

عليه أيضًا أن يجنبهم الخوض في الكلام والقيل والقال في أثناء الدرس، فليحذرهم من هذه الأمور التي كثرت الآن، فيقول لهم: أنتم طلاب، ومهماتكم أن تدرسوا وأن تفهموا ما قرر عليكم، واتركوا الناس عنكم؛ لأن هناك من يروج هذه التحرشات وهذا التراشق في الكلام، وسوء الظن بالعلماء، وبأهل الخير، وبالمجتمع، فعلى المعلم أن يحذرهم من هذه الأمور، ويقول: أنتم مهمتكم أن تدرسوا هذه المقررات، وأن تعملوا بما فيها من الخير، وأن تجتنبوا ما تحذركم منه من الشر، وذاك هو واجب المدرس.

السؤال: هل يجوز التقليل من شأن العلماء، أو التعرض للحكام بالسب والنقص، وما أثر ذلك على المجتمع، وما الحل مع من يقوم بهذه الأمور ويتكلم بها؟

الجواب: أشرت إلى هذا في الجواب عن السؤال السابق، وقلت: على المدرسين -وفقهم الله- أن يبعدوا الطلاب عن هذ الأفكار، وألا يسمحوا لأي طالب أن يتكلم في الفصل، أي الفصل بما هو ضرر


الشرح