×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

عليه وعلى المجتمع، فما دام الطالب داخل المدرسة فهو تحت مسؤولية القائمين على هؤلاء الطلاب، فور أن يجنب الطلاب من الخوض في هذه الأمور من تنقص العلماء والتقليل من شأنهم؛ لأن هذه الفكرة يروجها الكفار والمناف بين شباب المسلمين؛ لأجل أن ينزعوا الثقة بين أفراد المجيد أو بين المجتمع والعلماء، أو بين المجتمع وولاة الأمر ليحصل التفكك والتباغض والتخاذل، فيطيب المقام لأهل الشر حتى يفرقوا بين مكونات مجتمع المسلمين.

أول ما وقعت الفتنة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب رجا يهودي ادعى الإسلام يقال له: عبد الله بن سبأ، جاء إلى المدينة من اليمن، وأخذ يتكلم في حق الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وتنقل من بلد إلى بلد ينفث سمومه بين الأوباش ومن يتقبل منه الأفكار، حتى نتجت الفتنة بمقتل عثمان رضي الله عنه، وانفتح باب الفتنة الذي لن يغلق كما قال صلى الله عليه وسلم، ولكن علينا مقاومة هذه الفتنة ومدافعتها، ومعنا -ولله الحمد- كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ الله وَسُنَّتِي» ([1])، وقال تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59].

فعلى المسؤولين في كل مدرسة وفي كل مرحلة تعليمية أن يكونوا حصنًا حصينا منيعا دون هذه الأفكار أن تتسرب إلى الطلاب، وأن لا يتساهلوا فيها أو أن يغمضوا أعينهم عنها؛ لأنها فتنة وشر إذا تركت استفحلت وطار شررها في المجتمع، فلا يتساهل فيها، فعلينا أن نربي الطلاب على بعض هذه الأفكار والابتعاد عنها.


الشرح

([1])  أخرجه: الدارقطني رقم (4606)، والحاكم رقم (319)، والبيهقي رقم (20337).