×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]).

هكذا يرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجوع إلى ما يزيل الخلاف ويقطع دابر النزاع، وهو الرجوع إلى سنته صلى الله عليه وسلم، وتحكيمها والأخذ بها، وترك ما خالفها من المناهج والأفكار والآراء والعقليات، فإن لم نفعل هذا فلا يمكن أن يزول الخلاف أبدًا، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُوا بَعْدهما: كِتَابَ الله، وَسُنَّتِي» ([2])، الرسول صلى الله عليه وسلم بشر يموت، كما يموت غيره من البشر، ماتت الرسل من قبله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلۡنَا لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ ٱلۡخَٰلِدُونَ [الأنبياء: 34]، وقال: ﴿كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ [الأنبياء: 35]، وقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٞ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ [الزُّمَر: 30]، فالرسول صلى الله عليه وسلم يموت، ولكن الله سبحانه وتعالى حي لا يموت، كما قال أبو بكر رضي الله عنه: «من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت» وتلا هذه الآية: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ [آل عمران: 144]، وإذا مات الرسول صلى الله عليه وسلم فقد ترك لنا المنهج الذي نسير عليه في حياتنا، ولا نضل أبدًا وهو كتاب الله، وكتاب الله موجود بين أيدينا، -والحمد لله-، وهو الذي انزل على محمد صلى الله عليه وسلم ولم يغير ولم يبدل، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سنته حية وموجودة، ومدونة ولله الحمد،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4609)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (43)، وأحمد رقم (17142).

([2])  أخرجه: الدارقطني رقم (4606)، والحاكم رقم (319)، والبيهقي رقم (20337).