×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 لم يغير ولم يبدل، كما غيرت الكتب السابقة، فهو محفوظ بحفظ الله، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحِجر: 9]

فدعا الناس لدين الله، وتلا عليهم كتاب الله، فبان الحق واتضح، قال تعالى: ﴿وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا ٨١وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارٗا ٨٢ [الإسراء: 81- 82]

فآمن بالرسول صلى الله عليه وسلم وبهذا القرآن من أراد الله له الهداية فرادا ثم تكاثر أتباعه صلى الله عليه وسلم حتى دخل الناس في دين الله أفواجا، فعم دينه الجزيرة العربية في حياته صلى الله عليه وسلم، ثم انتشر إلى المعمورة خارج الجزيرة في أرض فارس والروم، فدخل غالب أهل الأرض في دين الله عز وجل، وسار دينه صلى الله عليه وسلم مسير الشمس والقمر، مسير الليل والنهار، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ [التوبة: 33]، فانتشر هذا الدين، وعم جميع الأرض مشارقها ومغاربها بواسطة بواسطة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، والجهاد في سبيل الله، ونشر العلم في الأرض، حتى انتشر هذا الدين انتشارا عظيما، وأصبح الناس تحت لواء هذا الدين آمنين مطمئنين، من آمن به، ومن دخل في عهده.

المؤمنون إخوة -عربهم وعجمهم-، إخوة في الإيمان، المؤمن أخو المؤمن، ومن لم يدخل فيه من اليهود والنصارى فإنه دخل تحت حكمه، وبذل الجزية للمسلمين، كما أمر الله بذلك قال تعالى: ﴿قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدٖ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ [التوبة: 29].


الشرح