×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

أولا: أطيعوا الله بفعل أوامره وترك نواهيه، وابتغاء مرضاته، واتقاء ما يسخطه ويغضبه سبحانه.

ثانيا: اطيعوا الرسول باتباع سنته، والاقتداء به صلى الله عليه وسلم، لأنه مبلغ عن الله، هو رسول الله إليكم فأطيعوه، قال تعالى: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ [النور: 54]، وقال تعالى: ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ [النور: 56].

ثالثا: طاعة أولي الأمر منكم ما أطاعوا الله ورسوله، لأن ولاة الأمور هم الذين يقومون بالأمر بعد وفاة الرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا بد من طاعتهم، والاجتماع تحت رايتهم؛ ولهذا لما سأل حذيفة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتن، وأخبره بظهورها وكثرتها، قال: فما تأمرني إن أدركني لك؟ قال: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ» ([1]) فأمره أن يلزم جماعة المسلمين وإمام المسلمين؛ ليقطعوا الطريق على أعداء الدين، فإذا أطاعوا ولي أمرهم بالمعروف وانقادوا معه على حماية هذا الدين، وحماية مصالح دينهم ودنياهم وصاروا يدا واحدة فإن العدو يهابهم، ولا يطمع فيهم، وإن طمع فيهم خذله الله على أيدي جماعة المسلمين، أما إذا لم يكن للمسلمين إمام، ولم تكن لهم جماعة، -ولا حول ولا قوة إلا بالله- فإنهم يكونون صيدا للعدو، يكتسحهم.

فلابد من جماعة تقوم بالمسلمين، ولا تتحقق الجماعة إلا بقيادة ولي أمر يسمع له وطاع؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ يُطِع الأَْمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الأَْمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1847).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2957)، ومسلم رقم (1835).