×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

وقال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أو يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ»، وفي رواية: «كَائِنًا مَنْ كَانَ» ([1])، وهؤلاء الخوارج وأذنابهم، ومن سار على نهجهم ممن يحاولون زعزعة الاستقرار، ويحاولون شق عصا الطاعة.

فعلى المسلمين أن يكونوا على حذر وعلى استعداد لمقاومتهم ومدفاعتهم بالحجة، لإبطال شبهاتهم بالعلم ودفعهم بالقوة، كما قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال صلى الله عليه وسلم في وصفهم: «يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَْسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَْحْلاَمِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِْسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([2])، «لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ» ([3])، لما في ذلك من كف شرهم، وحماية بيضة المسلمين من التفرق والاختلاف، فلو أنه أفسح لهم المجال وتركوا لعاثوا في المسلمين فسادًا وضيعوا كيان المسلمين وأخلوا بالأمن.

فلا بد من مقاومتهم، والتعاون على كف شرهم، ليس هذا مختصًا بولاة الأمور أو برجال الأمن في وقتنا الحاضر، بل هو عام في جميع المسلمين في هذه البلاد، عليهم أن يتعاونوا في كف شر هؤلاء، وإبعادهم عن المسلمين حتى تبقى لهذه البلاد مكانتها وأمنها واستقرارها ودولتها التي كانت تعيش في ظلها وتحت راية التوحيد، وتحت حكم شريعة الإسلام، هذه نعمة يريد هؤلاء أن يزيلوا هذه النعمة،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1852).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3611).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (7432)، ومسلم رقم (1064).