×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 وليس هذا ابتداء منهم، وإنما هو بإملاء خفي من شياطين الإنس والجن في الداخل والخارج، هم الذين يلقوننهم هذه الأفكار، ويمدونهم بالمال، ويخططون لهم المخططات الإجرامية. فعلى المسلمين أن يتنبهوا لشر هؤلاء، وأن يتعاونوا مع ولاة امورهم على القضاء عليهم وإبعادهم عن مجتمع المسلمين، وعلى المسلمين أن يحفظوا أولادهم عن أن ينخرطوا مع هؤلاء الذين يصطادهم دعاة الضلال، ويغسلون أدمغتهم ويلقنونهم هذه الأفكار الخبيثة، ويعطونهم السلاح والعدة، ويجعلونهم يحاربون المسلمين، ويخربون بلاد المسلمين، وينسفون المباني والمصالح الاجتماعية ويخلون بالأمن، فهم أداة في يد أعداء المسلمين.

فعلى المسلمين أن يتنبهوا لذلك وأن يدفعوا هؤلاء ويردوا كيدهم وعليهم أيضًا أن يحفظوا أولادهم؛ لكيلا يستغلهم هؤلاء الأشرار ويجندوهم ضد المسلمين، ومن المعلوم أن أكثر هؤلاء من أولاد المسلمين، فما الذي غيرهم وأخرجهم على مجتمعهم؟

هو الضياع في التربية، وعدم المتابعة من أولياء أمورهم: من آبائهم وأمهاتهم والقائمين عليهم، تركوهم يسرحون ويمرحون ووقعوا في أيدي دعاة الضلال فجندوهم ضد المسلمين، فعلينا أن نحذر، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم يقتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4433).