×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «وتفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين ملة»، فلا بد من الاختلاف، وقال: «فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا»، وقال الله جل وعلا: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ [النساء: 59]، فدل على وجود النزاع وأنه سيحصل، ولكن عند ذلك إذا رجعنا إلى كتاب الله وسنة رسول الله وإلى علمائنا الذين يحسنون الأخذ من كتاب الله وسنة رسوله؛ انحسم النزاع وانسد الطريق على الجهال والمتعالمين وعلى المفسدين والمشبهين؛ الذين يريدون أن يشوشوا ويلبسوا على المسلمين دينهم، وقد كان ذلك من قديم الزمان، فقد وجد المنافقون ووجد أهل الضلال، ودعاة السوء، قال حذيفة رضي الله عنه: «إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟»، ويعني بالخير: الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم لما سئل: «نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» ([1])، وفي حديث آخر قال: «وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ([2]). فعلينا أن نتبصر في هذا الأمر، وأن لا نكون في مهب الرياح أو نتخاذل أو أن نتساهل في هذه الأمور حتى في بدايتها؛ لأن معظم النار من مستصغر الشرر.

وعلى شبابنا -أصلحهم الله- أن يلازموا أباءهم وأمهاتهم وبيوتهم، وعليهم أن يلتزموا الدراسة في المدارس، في المعاهد العلمية وفي الكليات الشرعية؛ فيتلقوا العلم الصحيح من مقرراتهم، ومن دروس العلماء في المساجد، وأن لا يضيعوا مع دعاة الضلال وفي سراديب الظلام، مع الذين يتصيدونهم، والذين يصبغونهم بالأفكار الخبيثة،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7084)، ومسلم رقم (1847).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (4142).