×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 السؤال: ما قولكم فيمن يقول: أنا أؤيد جماعة -مثلاً- الإخوان المسلمين في بلاد يحاول العلمانيون والملحدون وغيرهم تصدرها بالانتخابات؟

الجواب: لا تؤيد إلا من كان على الحق في أي بلاد، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ [التوبة: 119]، فكن مع الصادقين في أي بلد، ولا تنخدع بالمسميات حتى تنظر ما وراءها، وما تفضي إليه، وتدرس تاريخها وما حصل عليها من مؤاخذات وملابسات، هذا إذا كنت تعرف، أما إذا كنت لا تعرف فاسأل أهل العلم وأهل البصيرة عن هؤلاء الجماعات فهم يميزون لك الخير من الشر، والحق من الباطل، والغالب أن الجماعات المخالفة تتبع مصالحها ولا تميز ما عليه الناس.

السؤال: ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» ([1])؟

الجواب: هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومناصحة ولي الأمر لا يكون عن طريق التشهير، وإنما تكون مناصحة ولي الأمر سرا بين الناصح وبين ولي الأمر، تنصحه وتبين له، فإن قبل فالحمد لله، وإلا فقد أديت ما عليك، فقد قال: «عِنْدَ سُلْطَانٍ»، يعني: مشافهة، وليس في كتابات أو في شرائط تتكلم فيها على ولاة الأمور أمام الناس وأمام الجماهير وعلى منبر بعيدا عن ولي الأمر! فمثل ذلك مولد للفتنة وللشر، وليس هو من النصيحة حتى في حق غير ولي الأمر فكيف بولي الأمر.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4346)، وابن ماجه رقم (4011)، وأحمد رقم (11143).