السؤال: تعلمون ما يبثه أعداء الإسلام وفساق المسلمين في
شاشات التلفاز من الرذائل، فهل يدخل ذلك في قوله تعالى: ﴿وَيَسۡعَوۡنَ
فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا﴾ [المائدة: 33]، أم يقتصر ذلك على ما يحصل به التدمير
والتخريب؟
الجواب: الفساد يعم كل ما
خالف الإصلاح فهو فساد، فيعم المقالات الفاسدة، والاعتقادات الباطلة، والأفعال
السيئة والاعتداءات والبغي بغير الحق، فكله يعمه هذا المسمى، فالسعي في الأرض
فسادا يعم هذه الأمور في العقائد وفي المذاهب والنحل وفي الكلمات وفي الأفعال، فكل
ما خالف الحق فهو فساد، قال تعالى: ﴿فَمَاذَا
بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ﴾ [يونس: 32].
والعقوبات تختلف
فالفساد الذي يلزم منه الإخلال بالأمن هو المعنى في قوله: ﴿وَيَسۡعَوۡنَ
فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا﴾ [المائدة: 33] والذي لا يلزم عليه الإخلال بالأمن هو
فساد جزئي له حكم يناسبه.
السؤال: ما رأي فضيلتكم في
من يدافع عن الحبيب الجفري وعمرو خالد، ويقول: ليس هناك ما يلزمنا بضرورة الكلام
عن كل شخص بعينه، فبعض الناس ينصبون من أنفسهم أوصياء، فيصوبون هذا ويخطئون ذاك،
وهذا الكلام يولد عند الناس الكثير من الارتباك والشر؟
الجواب: نعم أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم فنحن أوصياء، فقد أوصانا بأن نبين الحق ونرد الباطل على كائن من كان، ولا ننظر إلى الأسماء والاعتبارات، بل نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر بالطرق الشرعية ونبين الهدى من الضلال، قال تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ وَٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَبِئۡسَ مَا يَشۡتَرُونَ﴾ [آل عمران: 187].