×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 السؤال: هناك خلاف عندنا في بلدنا بين طلبة العلم أحيانًا، وأدى هذا الخلاف للهجر والتقاطع بين الأسر، ويقول بعض منهم: إن هذا من الجرح والتعديل الذي لا يكون إلا للعلماء، وأنت لك أن تعامل أي شخص تريده، أما العلماء فهم الذين يبينون وهم الذين يفارقون، وهم الذين يجالسون، فما رأي فضيلتكم؟

الجواب: هذا كلام فيه حق وباطل، فالعلماء هم الذين يرجع إليهم، وهم الذين يبينون الحق والصواب، أما أنه يترك الأمر ولا ينكر على أحد ويقال: هذا يفرق، نحن لا نريد التفريق، بل نريد الجمع على الحق، وعلى الكتاب والسنة، وما يحصل بين طلبة العلم من التفرق فإنه يعود إلى النقص في علمهم، فالواجب على العلماء أن يجتمعوا على الحق، وكل منهم يترك ما عنده من الخطأ ويقبل ما عند أخيه من الصواب، إن كان يريد الخير، وإن كان يريد النصح لنفسه وللمسلمين، أما إن كان يريد اتباع الهوى ويريد الانتصار ولو بالباطل، فهذا لا حيلة فيه، فطلبة العلم هم أولى الناس بالانقياد للحق مع من كان، فالحق ضالة المؤمن أينما وجده قبله، ولو كان عند عدوه، والباطل لا يقبله ولو كان عند صديقة وحبيبه، هذا هو المؤمن الحق الذي يدور مع الحق أينما دار.

والجرح والتعديل من اختصاص علماء الحديث الذين ينظرون في الرواة لا جرح الناس وتعديلهم فهذا من الغيبة والنميمة.


الشرح