×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 فيمكن التساهل فيه، ولكن الخلاف في العقيدة لا يمكن التساهل فيه، فلا بد أن تكون العقيدة عقيدة واحدة صحيحة سليمة، حتى يستطيع أصحابها أن يقابلوا العدو، والمبتدعة في الغالب ينحازون للعدو على أهل السنة كما هو مذكور في التاريخ.

السؤال: يكفر البعض الحكام بحجة الحكم بغير ما أنزل الله، فهل الحكم بغير ما أنزل الله؛ كفر مطلق، أم في الأمر تفصيل؟

الجواب: هذا فصل فيه العلماء وأقرب مرجع ترجعون إليه تفسير ابن كثير، وكذا شرح الطحاوية، وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية وغير ذلك. فمن قال إن حكم غير الله أحسن من حكم الله أو مساو له أو مخير فيه فلا شك في كفره وهذا بالإجماع.

السؤال: هل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى واجبة على كل فرد بعينه، وهل يأثم من لم يسافر للدعوة، ولم يذهب مع جماعة التبليغ، ويتحمل وزر من مات على الكفر؟

الجواب: يقول الله تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التّغَابُن: 16]، فالذي يستطيع الدعوة إلى الله على علم وبصيرة يجب عليه ذلك، والذي لا يستطيع يعمل ما يستطيع من أمور الدعوة بشرط ان يكون عالما بما يدعو إليه، فلا يكفي أن يكون عنده محبة للخير، ونشاط في الخير، ولكنه ليس عنده علم، فهذا لا يصلح أن يدعو إلى الله؛ لأنه يفسد أكثر مما يصلح، فيحرم ويحلل دون علم، قال تعالى: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ [يوسف: 108]، أي: على علم، قال تعالى: ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ [النحل: 125]، والحكمة هي العلم، والبصيرة هي العلم، فلا بد أن يتأهل الداعية


الشرح