وينسبونها لمنهج السلف؛ فلذلك
صار الكفار والمنافقون والذين في قلوبهم مرض يسبون السلفيين، وكل جريمة وكل تخريب
وكل بلاء يقولون: فعل هذا السلفيون، والسلفية بريئة منه كل البراءة، والسلف براء
منه، فهؤلاء ليسوا على منهج السلف، وإنما هو على منهج الضلال.
وإن تسمى هؤلاء
بالسلف فيجب أن نفرق بين التسمي والحقيقة لأن هناك من يتسمى من غير حقيقة، فهذا
ليس سلفا، والسلفيًّا برؤاء منه.
منهج السلف علم
نافع، وعمل صالح، وأخوة في دين الله، وتعاون على البر والتقوى، من تمسك به نجا من
الفتن والشرور وحاز على رضا الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ
مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ
ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ
خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100].
كل يريد الجنات التي تجري من تحتها الأنهار، وكل لا يريد النار، ولا يريد العذاب، ولكن الكلام على اتخاذ الأسباب التي توصل إلى الجنة ونجي من النار ولهذا يقتضي التزام منهج السلف الصالح، قال الإمام مالك رحمه الله: «لا يصلح آخر الأمة إلا ما أصلح أولها»، والكتاب والسنة هما اللذان أصلحا أولها، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا الكتاب والسنة، والكتاب والسنة -ولله الحمد- موجودان لدينا، ومحفوظان بحفظ الله، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحِجر: 9]، من أرادهما بصدق وتعلم تعلما صحيحًا وجد فيهما الصلاح والتوفيق، وأما من يدعي من غير حقيقة أو يقلد من يدعي السلفية وهو ليس على منهج السلف، فهذا لا يجدي عليه شيء،