فهذه هي السلفية الصحيحة،
وهذه سمات السلف الصالح: العلم النافع، والعمل الصالح، والسلف: هم الصحابة
وأتباعهم، قال تعالى: ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ
لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحشر: 10]، لما
ذكر المهاجرين والأنصار في سورة الحشر، قال: ﴿وَٱلَّذِينَ
جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ
سَبَقُونَا﴾ بأي شيء سبقوا؟ ﴿بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ ﴿وَلَا تَجۡعَلۡ فِي
قُلُوبِنَا غِلّٗا﴾ أي: حقدًا وبغضًا للمؤمنين، فالذي يبغض السابقين من
الصحابة من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان من القرون المفضلة، الذي
يبغض هؤلاء قد سخط الله عليه وغضب عليه وعمله هباء منثور؛ لأنه لم يؤسس على هدى، والعمل
إنما يُقبل بشرطين:
الشرط الأول: أن يكون خالصًا
لوجه الله.
الشرط الثاني: أن يكون صوابا على
سنة رسول الله.
﴿بَلَىٰۚ
مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ
رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة: 112]، فهذه
الآية تحتوي على شرطي قبول العمل:
الأول: قوله: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ
وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ﴾ وهو الإخلاص في العبادة، والبراءة من الشرك وأهله.
الثاني: قوله: ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ﴾ أي: متبع للرسول
صلى الله عليه وسلم، عامل بسنته تاركٌ للبدع والمحدثات.
هذا هو منهج السلف، وهو مأخوذ من الكتاب والسنة بواسطة العلماء الراسخين في العلم، فالذي يريد أن يسير على منهج السلف لا بد أن يلتزم بهذه الضوابط الشرعية، وإلا فإنه كثر اليوم من يدعون أنهم على منهج السلف، وهم على ضلال، وعلى خطاء كبيرة،