×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

وانظر كيف وحَّد سبيله وصراطه وعدد السبل، فصراط الله واحد لا انقسام فيه ولا تعدد ولا اعوجاج ولا اختلاف، وأما السبل فهي كثيرة لا تعد، كل يبتكر له سبيلا وطريقا يسير عليه، كل يبتكر له منهجا يسير عليه هو وأتباعه، فهي سبل متعددة، يرسمها رئيس كل جماعة لأتباعه ويبايعونه عليها.

فإذا اتبعتم السبل ماذا يحصل لكم؟ ﴿فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ [الأنعام: 153] أي: تخرجكم عن سبيل الله عز وجل، وتقعون في التيه والضلال والهلاك فلا نجاة ولا صلاح ولا فلاح إلا بلزوم الصراط المستقيم الذي هو صراط الله جل وعلا، وما عداه فهو سبيل الشياطين على كل منها شيطان يدعو الناس إليه، فلنحذر هذا الأمر، ولا نغتر بكثرة المخالفين، ولا نعبأ بشبهاتهم وتعىير هم وتنقصهم لنا، ما نلتفت إلى هذا بل نسير إلى الله على بصيرة.

ولذلك فرض الله جل وعلا علينا في كل ركعة من صلواتنا أن نقرأ سورة الفاتحة وفي آخرها: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ [الفاتحة: 6]، الذي هو صراط الله جل وعلا، أي: لنا وارشدنا وثبتنا على الصراط المستقيم، ﴿صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ [الفاتحة: 7] فالذين يسيرون على لهذا الصراط هم الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، هؤلاء هم رفقاؤك على هذا الصراط الذي تسير عليه، قال تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا [النساء: 69]، فلا تستوحش، وأنت على هذا الصراط؛ لأن صحبك ورفقاءك هم خيار الخلق، فلا تستوحش، ولو كثرت الطرق،


الشرح