×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

ومن فوائد الصلح أيضا أنها توقفت الحرب بين المسلمين وبين الكفار، فترتب على هذا الصلح مصالح عظيمة، فالصلح خير كما قال الله سبحانه وتعالى.

الحالة الثانية: إذا كان المسلمون أقوياء والكفار ضعفاء، وطلب الكفار الصلح من المسلمين، فالله جل وعلا قال: ﴿وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ يعني: للصلح، ﴿فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ [الأنفال: 61]، أما إذا لم يجنحوا لها والمسلمون أقوياء، فلا يجوز للمسلمين أن يصالحوهم، قال تعالى: ولا تهنوا وعوا إلى اللي يعني: إلى الصلح، ﴿فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ [محمد: 35]. هذا في قضية الصلح بين المسلمين والكفار.

أما الصلح بين المسلمين بعضهم مع بعض، فهو أنواع:

النوع الأول: إذا حصل بين قبيلتين أو طائفتين بين المسلمين اقتتال؛ فيجب على المسلمين أن يصلحوا بينهم، قال تعالى: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ [الحُجُرات: 9]، فيبدؤونهم بالصلح؛ لأنهم إخوانهم فلا يتركونهم يقتتلون، ﴿فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ أي: أبت أن تقبل الصلح وتريد الاعتداء على الطائفة الثانية من المؤمنين، فيجب على المسلمين أن يقاتلوهم ولا يسكتوا عنهم، ﴿فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي، أي: قاتلوا الباغية، ولينضم المسلمون مع المعتدى عليهم، وينضم المسلمون مع الفئة المبغي عليها، فيقاتلون معها لردع الباغين.


الشرح