ومن فوائد الصلح أيضا أنها توقفت الحرب بين المسلمين وبين الكفار، فترتب
على هذا الصلح مصالح عظيمة، فالصلح خير كما قال الله سبحانه وتعالى.
الحالة الثانية: إذا كان المسلمون
أقوياء والكفار ضعفاء، وطلب الكفار الصلح من المسلمين، فالله جل وعلا قال: ﴿وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ﴾ يعني: للصلح، ﴿فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ
عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ﴾ [الأنفال: 61]، أما
إذا لم يجنحوا لها والمسلمون أقوياء، فلا يجوز للمسلمين أن يصالحوهم، قال تعالى:
ولا تهنوا وعوا إلى اللي يعني: إلى الصلح، ﴿فَلَا
تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ
مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ﴾ [محمد: 35]. هذا في
قضية الصلح بين المسلمين والكفار.
أما الصلح بين
المسلمين بعضهم مع بعض، فهو أنواع:
النوع الأول: إذا حصل بين قبيلتين أو طائفتين بين المسلمين اقتتال؛ فيجب على المسلمين أن يصلحوا بينهم، قال تعالى: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ﴾ [الحُجُرات: 9]، فيبدؤونهم بالصلح؛ لأنهم إخوانهم فلا يتركونهم يقتتلون، ﴿فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ﴾ أي: أبت أن تقبل الصلح وتريد الاعتداء على الطائفة الثانية من المؤمنين، فيجب على المسلمين أن يقاتلوهم ولا يسكتوا عنهم، ﴿فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي﴾، أي: قاتلوا الباغية، ولينضم المسلمون مع المعتدى عليهم، وينضم المسلمون مع الفئة المبغي عليها، فيقاتلون معها لردع الباغين.