قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ
مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أو
يُنَصِّرَانِهِ أو يُمَجِّسَانِهِ» ([1])، يعني: أنه يكون
يهوديًّا أو نصرانيًّا أو مجوسيًّا، على حسب التربية، والمصيبة إذا كان الوالد
فاسدًّا، من أين يأتي صلاح الولد؟ من الذي يربيه، من الذي يتعهده، فعلينا أن نحذر
ونحذر إخواننا من هذه الفتن ومن دعاة الضلال، ومن وسائل الشر، ووسائل الاتصالات،
فالخطر الآن عظيم، أعظم من ذي قبل، فقبل هذا الزمان إذا دخل الولد ورقد في مضجعه
أمنت عليه، ولكن الآن ولو كان داخل بيتك وينام على فراشه فوسائل الاتصال التي معه
تمكنه من النظر إلى المنكرات وسماعها، فإذا لم تنتبه لولدك وخلي بيتك من هذه
الأمور وتمنع ولدك من جلبها فلا تأمن عليه، فالخطر الآن شديد، والمشقة في تربية
الأولاد أشد من ذي قبل.
والمجتمع -كما نرى
الآن- فيه من التيارات والخطر ما الله به عليم، فالآن مسؤولية الوالد نحو أولاده
تتضاعف، وصارت حملا ثقيلا جدًّا، فعليكم بالتواصي بهذا الأمر والتعاون عليه،
وعليكم ببذل النصيحة والتوجيه للأولاد ولآبائهم في هذا الأمر ولا تغفلوا عن
أولادكم، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ
عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ
وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة: 2].
واستغفر الله وأتوب
إليه وأسأله سبحانه أن يعين المسلمين على مواجهة هذه الفتن، وهذه الشرور، وهذه
الوسائل المضللة، وهؤلاء الدعاة الذين على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها،
فالمسؤولية الآن عظيمة جدًّا، قال الشاعر:
ومن رعى غنمًا في أرض مسبعة |
ونام عنها تولى رعيها الأسد |
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1358).