×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 الثالث: الولد الصالح يدعو له، ويكون صالحا إذا رباه والده على الصلاح والاستقامة؛ لأنه ينشأ لا يعرف شيئًا، قال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ أَخۡرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ شَيۡ‍ٔٗا وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡ‍ِٔدَةَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [النحل: 78]، فحين كان الولد لا يعرف شيئًا، ولا يدفع شيئًا، ولا يجلب شيئًا لنفسه كان والده هو الذي يقوم بكل ما يحتاجه، فإذا بلغ الوالد مثل هذا السن في أرذل العمر وصار لا يستطيع فولده يبر به ويقوم به، كما قام عليه صغيرا، فالتربية الحسنة لها أثر وفوائد عاجلة وآجلة.

واليوم -كما نرى- وسائل الفتن والشرور ودعاة الضلال كثيرون، ومروجو المخدرات فعليكم بالعناية بأولادكم، وأوصوا إخوانكم بالعناية بأولادكم وحمايتهم من هذه التيارات الجارفة الشاغلة التي تجذب الناس إليها، فمن أوكد مهام الوالد مقاومة هذه التيارات المفسدة، وأن يجنبها أولاده، فلا يتركهم يسرحون ويمرحون مع الناس أو مع الدهماء أو في الشوارع، أو في المنتزهات أو في الرحلات، أو في التجمعات المشبوهة التي تدخلها الثعابين أو تدخلها السباع من البشر.

فليحذر الوالد على أولاده ويتابعهم في البيت، وخارج البيت فهم أمانة وحمل على والدهم، خصوصًا في هذا الزمان، فالتربية الآن يعتريها ما يعتريها، حتى ولو بذل الإنسان أسباب الصلاح فهناك من يبذل أسباب الشر، فعليك أن تتابع ولدك، مع من يجلس، مع من يذهب، أين يدرس، في أي مدرسة، من هي زملاؤه، تناقشه إذا خرج من المدرسة، فتكون متابع له، ومهما بذلت معه الوسائل الطيبة فهناك من ينقضها عليك.


الشرح