×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 وسقطت خيبر بيد المسلمين، وكان ذلك على يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا من أعظم فضائله وبشارة النبي صلى الله عليه وسلم له، وأنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.

أما نهايته رضي الله عنه: فالخوارج اغتاظوا من الصحابة، فتآمروا على قتل الثلاثة: علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وفي صلاة الفجر انتدبوا لكل واحد منهم واحدا من الخوارج، فأما علي رضي الله عنه، فنفذ فيه قضاء الله وقدره، وقتله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم قبحه الله، قتله وهو ينادي للصلاة ويوقظ النيام لصلاة الفجر، فتخبأ له وضربه على رأسه رضي الله عنه.

يا ضربة من شقي ما أراد بها
 

إلا ليبلغ من ذي العرش نيرانا
  

فعند ذلك أصيب بجراحة عظيمة في رأسه، وعلى إثرها توفي شهيدًا رضي الله عنه بيد الخوارج، وهم الذين كانوا معه في أول الأمر، ثم خرجوا عليه، ثم قتلوه، فخلفه ابنه الحسن بن علي ثم تنازل لمعاوية فحقنت به دماء المسلمين، وتحقق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» ([1]).

وأما الذي ذهب إلى معاوية فإنه طعنه في موضع غير ذي مقتل، وأما عمرو بن العاص رضي الله عنه فلم يصادف أنه حضر في تلك الليلة، وقد كان خلف خارجة بن حذافة بدلا منه يصلي بالمسلمين، فصلى بهم فقتله الخارجي في صلاة الفجر، فقتل خارجة وهو يصلي بالمسلمين.

يقول الشاعر:

فليتها إذ فدت عمرًا بخارجة

فدت عليًّا بمن شاءت من البشر 


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2704).