×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

فهذه نهاية قصة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب واستشهاده في سبيل الله راضيًا مرضيًّا وفيًّا لدينه ولأمته رضي الله تعالى عنه وأرضاه.

فهاذان الخليفتان: عثمان وعلي كل منهما قتل، عثمان بيد الخوارج الذين حاصروا بيته وقتلوه بأمر من الشيعي الخبيث الذي هو بذرة التشييع عبد الله بن سبأ، وهو يهودي تظاهر بالإسلام.

والإسلام ينتشر ويزيد ويدخل الناس فيه أفواجا رغم محاولات اليهود والنصارى والمجوس وسائر الكفرة، فالإسلام ولله الحمد يأخذ طريقه إلى القلوب، ولا يزال يدخل فيه الأعداد الكبيرة من الذين يسلمون؛ لا طمعا في مال ولا في رئاسة، وإنما يسلمون اختيارا ورغبة في الإسلام؛ لأن الإسلام يأخذ قلوبهم، فيرغبون فيه، فهم يدخلون عن رغبة وعن طواعية وعن محبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فالحمد لله هذا الدين بخير ولو كاد له المشركون.

فالخلفاء الثلاثة كلهم قتلوا: فعمر بن الخطاب قتل على يد المجوس، وعثمان على يد الخوارج، وعلي قتل على يد الخوارج، وإن قتل هؤلاء فالإسلام لم ينقتل ولله الحمد، وهذا شيء أراده الله لهؤلاء؛ لكرامة الشهادة، ولحقوا بربهم، والحمد لله على منه وفضله، وهم لم ينقطع ذكرهم والدعاء لهم والترضي عنهم إلى يوم القيامة؛ لأنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه الذين أوصى بسنتهم والاقتداء بهم، فذكرهم باق، والدعاء لهم باق، والترضي عنهم باق إلى أن تقوم الساعة، كلما ذكروا، والحمد لله رب العالمين.

نسأل الله جل وعلا أن ينصر دينه، وأن يعلي كلمته،

وأن يهزم أعدائه، وصلى الله وسلم على

نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

**********


الشرح