السؤال: جرى تمثيل جمع من الصحابة رضي الله عنهم وكثر الكلام والخوض ما بين
المجيزين والمانعين، فما الحكم الشرعي في تمثيل الخلفاء الراشدين وسائر الصحابة،
وما الصحيح في ذلك؟
الجواب: مسألة تمثيل
الصحابة وتمثيل الخلفاء الراشدين بالذات عرضت على المجامع الفقهية، وعلى هيئة كبار
العلماء، وكلهم أصدروا تحريم ذلك، لأن الصحابة لهم حرمة ولهم مكانة، ومن هو الذي
يمثل أبا بكر أو عمر أو عثمان، من هي الشخصية التي تشابه شخصية صحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟ هذا فيه تنقص للصحابة أن يأتي إنسان عادي أو إنسان معروف
بسيرته السيئة أو الدنيئة، ويمثل، لكن هؤلاء حرفيون، يريدون المادة والدراهم ولا
يهمهم دينهم، فهذا لا يجوز أبدًا، وهذا بإجماع المجامع الفقهية، ورابطة العالم
الإسلامي، وهيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للإفتاء وعلماء الأزهر كلهم حرموا
تمثيل الصحابة أو تمثيل أحد منهم، ولاسيما عمر رضي الله عنه، والذين يفتون بجواز
ذلك إما أنهم متعالمون جهلة، وإما أنهم مغرضون وعندهم ضلال، لأنه ليس كل أهل العلم
على هدى بل هناك علماء ضلال، فلا يلتفت إليهم.
السؤال: هناك في بلادنا من
يقول: لا نعمل إلا بما ورد بالقرآن؛ لأن السنة مختلف في ثبوتها؟
الجواب: وماذا يقولون في قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ﴾ [النساء: 59]، فالله أمر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ﴾ يعني: الرسول صلى الله عليه وسلم ﴿تَهۡتَدُواْۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [النور: 54]، وقال جل وعلا: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [آل عمران: 132]، فمن لم يطع الرسول فإنه ليس بمرحوم والعياذ بالله، بل مغضوب عليه.