وقال: ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ﴾ [النساء: 64]،
والرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو مبلغ عن الله، فالذي يطيع الرسول فقد أطاع
الله سبحانه، ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ
فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ
حَفِيظٗا﴾ [النساء: 80]، وطاعة الرسول:: بالعمل بسنته وتصديق ما
أخبر به صلى الله عليه وسلم، والعمل بما أمر به واجتناب ما نهى عنه، قال تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحشر: 7]، ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ
٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾ [النجم: 3، 4].
والسنة مُفسرة للقرآن ومبينة للقرآن، قال تعالى: ﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ﴾ [النحل: 44]، فالرسول مُبين، إذا ألغوا السنة فمن أين يأخذون تفسير القرآن؟ الرسول مفسر للقرآن ومبين له، والسنة تفسر القرآن وتبينه، والسنة فيها أشياء زائدة عما في القرآن فهل نقول: هذا ليس في القرآن؟ مثل تحريم كل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع ([1])، هذا التحريم ليس في القرآن بل هذا في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والله جل وعلا قال: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحشر: 7]، الله جل وعلا في المحرمات من النساء قال: ﴿وَأَن تَجۡمَعُواْ بَيۡنَ ٱلۡأُخۡتَيۡنِ﴾ [النساء: 23]، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يُجْمَعُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا وَلاَ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا» ([2])، فهل نعصي الرسول صلى الله عليه وسلم ونجمع بين المرأة وعمتها، أو بين المرأة وخالتها، هل يقول هذا مسلم؟
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1934).