×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 وأن يبلغوه عما يحصل من النقص أو من الخلل الذي يكون في الرعية، يجب أن يبلغوه عن ذلك ويعينوه على إصلاحه، فهذا من النصيحة لأمة المسلمين، وهو في صالح المسلمين، فالنصيحة لها دور كبير في إصلاح الراعي وإصلاح الرعية، والنصيحة معناها: الخلوص من الغش، فالشيء الناصح هو الخالص الذي لا غش فيه، فلا يكون في المسلم غش، لا للوالي ولا للرعية؛ بل يكون ناصحًا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين، كما في الحديث.

ومن حقوقه على الرعية جماعات وأفرادًا -وهذا مهم جدًا-: الدعاء لهم بالصلاح والاستقامة وأن يصلح شأنهم ويعينهم ويسدد خطاهم، لأن صلاحهم واستقامتهم: صلاحًا للإسلام والمسلمين؛ فإذا أصلح الله الولاة، صلح شأن المسلمين، فهو يدعو لهم بالصلاح والتسديد، قال بعض السلف: لو أعلم بأن لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان؛ لما يحصل من النفع في صلاح السلطان واستقامته، ولا يجوز الدعاء على ولاة الأمور ولو أخطأوا؛ بل يدعى لهم بالصلاح والاستقامة، وأما الدعاء عليهم فهو خيانة، وهو دعاء على المسلمين؛ لما يترتب عليه من الخلل العظيم، فلا يدعى علي ولي أمر المسلمين وإن أخطأ؛ بل يدعى له بالصلاح، قال بعض السلف: إذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم بأنه صاحب سنة، وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم بأنه صاحب هوى واتهمه برأي الخوارج؛ الذين يريدون شتات الأمر ويريدون تفريق المسلمين.


الشرح