وينصح لهم ظاهرًا وباطنًا،
أما من يلتمس عيوبهم ونقائصهم وأخطائهم، وينشرها على الملأ، إما على المنابر، وإما
في الأشرطة، أو في الوسائل الأخرى، فهذا فيه فساد كبير، وليس من النصيحة، هذا من
الخيانة لهم وللمسلمين؛ لأن هذا يفرق الكلمة، ويشتت الرأي، وهذا شأن المنافقين،
وليس من شأن المسلمين نشر أخطاء ولاة الأمور، ولكن الواجب المناصحة لهم، وإيصال
النصيحة لهم، لا نشر الملاحظات عليهم؛ قد تكون ملاحظات وهمية أو مكذوبة، وليس هذا
من مصلحة الإسلام والمسلمين؛ بل هذا من الغش لولي الأمر، ومن الغش للمسلمين، فهذا
أمر يجب التنبه له، ولا ينخدع المسلم بما يقرأ ويشاهد في وسائل النشر، من التماس
عيوب ولاة الأمور، ليس هذا من مصلحة المسلمين، الضرر على المسلمين أكثر من الضرر
على ولي الأمر في هذا، فولي أمر المسلمين يحترم ويوقر لما له من المكانة؛ فهو
خليفة ينفذ أوامر الله تعالى.
من مهام ولي الأمر:
1- تعيين المسؤولين: فمن النصيحة لولي أمر المسلمين القيام بالأعمال التي يسندها إلى الولاة والأمراء والموظفين، أن يقوم كل بما أسند إليه على التمام والوجه الصحيح حسب الاستطاعة؛ فالولايات والوظائف أمانات، فلا يقصر ولا يخون، قال الله تعالى مخاطبا للولاة: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا وَإِذَا حَكَمۡتُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُواْ بِٱلۡعَدۡلِۚ﴾ [النساء: 58]، فإسناد الولايات والوظائف إلى من يقوم بها من ذوي الكفاءات من مهام ولي أمر المسلمين، ومن مهامه -وهو مهم-: إقامة الجهاد في سبيل الله واختيار القادة والجنود؛